الامام المهدي المنتظر

مختصر موسوعة الامام المهدي

المؤلف : اية الله العظمى السيد الشهيد محمد محمد صادق الصدر (قدس الله سره)

فكَرة تأليف كتاب ( الإمَام المَهديّ المُنتظَر )

-----------------------------------------------------

تُعتبر فكرة المهدي بالمَقدار المُعاش في أذهان الناس فكرةً غامضة وضحلة يكتنفها الغموض من كلّ جانب وتحيطها الأسئلة من كلّ صوبٍ وحدب ، ويكون موقف الفرد الأعتيادي تجاه هذا الغموض هو أحد أحتمالين لايكاد يجد لهما ثالثاً

* فأن هذا الفَرد إن كَان مقتنعاً بوجُود المهديّ أسَاساً لمْ يسَعهُ إنكاره طبقاً لهذه المصَاعب وأوكل الجواب على ما قد يُثـار من الأسئلة وما قد تعرَض من مشاكل إلى الله تعالى وأنتصر الإيمان بالمهدي على أجماله وغموضه .

* وإن كان الفرد مشكّكاً في هذه الفكرة خصوصاً أو في الدّين عموماً وجد من هذه المشاكل مَدخلاً واسعاً إلى إنكار الفكَرة والتمرّد عليها والتعصّب ضدّها وأنّـها ليّست إلاّ من نسَج الخيال وموُلّـدات التفكير الواطئ في المُجتمَع .

ولمْ تكُن فكرة المهدي معروضةً عرضاً تحلَيليّـاً واسعاً موافقاً للفهم الإسلَامي الصحيح لكي تذّلل به كل هذه المشاكل ويجاب على كلّ الإسَئلة التي تثار بخصوصه ، ليؤمن به المؤمنون عن وعي وإدراك في مَواقفهم بعد أنّ يجَدوا في هذه الفكرة الدرجة المَنطقية والأجتماعية الكافيّة التي تؤهلها أنّ تقف في مصاف أهم الأفكار وأوسعها وادّقها في عالم اليّوم

إنّ فكرة المهديّ في فكرة بناء المُستقبل السعيد العادل للبشَرية على يد قائدٍ فذّ ينتهي بها عن طريق حكمته وتدبيَره إلى أكمل وأعدل شكلٍ مُمكّنٍ في الوجود الفرّدي والأجتماعي للناس .

وهي فكرةٌ قد أُخذت بنظر الأعتبار - كما ثبت إسلَامياً - منذ أول خلق البشرية وإلى العصر الحاضر ، وإلى المستقبل السعيد الموعود ، وأنّ كل جهود البشرية وتاريخا الطويل منصبٌ ومكرّسٌ من أجل التوصّل إليه بأعتباره مكرّساً من أجل التكامل نحو الأحسن والأعدل بإستمرار .

وقد أقترنت هذه الفكرة بعدّة أسئلة أثارها الفهم الإسلامي للمهديّ عامّة والفهم الإمامي له خاصّة كتسمية المهدي ، وطول عمره ، وإمكان غيبته ، وفائدته في خلال غيبته ، وماسوف يعمله بعد ظهوره إلى غير ذلك

وما هذا الكتاب الّذي بين يدَيك إلاّ مُختصرٌ ضئيل عن بعض كتُب المَوسوعة ( وهي الأجَزاء الثلاثة فقط دُون الأثنين ) ولكنّه في نفس الوقت يحمل الفكرة الكافية التي تُخرج فكرة المهدي من غموضها وإجمالها إلى وضوحها وربطها بماضيها وحاضرها ومستقبلها وربطها بالفهم الإمامي لهذه الفكرة على وجه التعيين .

الكتاب يتكون من خمسة فصول .

الفصل الأول :- يتكفل في موضوع ولادته وغيبته الصغرى .

الفصل الثاني :- يتكفل في بيان التخطيط الآلهي لليّوم الموعود .

الفصل الثالث :- يتكفل بالإجابة عن سؤال طول عمر الإمام المهدي (عج) .

الفصل الرابـع :- يتكفل في بيان موضوع الغيبة الكبرى .

الفضل الخامس :- يتكفل في البحث على التكليف الإسلامي خلال عصر الغيبة الكبرى .